محاصرون في أوطانهم.. قبارصة أتراك يواجهون تمييزًا يحرمهم من «الجنسية»

محاصرون في أوطانهم.. قبارصة أتراك يواجهون تمييزًا يحرمهم من «الجنسية»

تجد سودا دوغان، وهي ناشطة قبرصية تركية، نفسها "عاجزة" عن التنقل خارج قبرص بسبب عدم حصولها على جنسية تمكنها من السفر، حتى للدراسة أو العمل. 

سودا، البالغة من العمر 24 عامًا، ولدت في الجزء الشمالي من نيقوسيا، وتواجه عراقيل قانونية تعيق حصولها على الجنسية القبرصية رغم أصول والدتها القبرصية التركية، وفق وكالة "فرانس برس".

أدى الانقسام القبرصي، الناجم عن الهجوم التركي على الجزيرة عام 1974 ردًا على انقلاب دعمه اليونانيون، إلى تقسيم قبرص إلى شطرين، الشطر الجنوبي اليوناني المعترف به دوليًا، والشطر الشمالي الذي أعلنت فيه "دولة شمال قبرص التركية" من طرف واحد عام 1983، ولم تعترف بها إلا تركيا. 

ويستند رفض سلطات قبرص الجنوبية منح الجنسية للعديد من القبارصة الأتراك على اعتبارهم أو آبائهم "مستوطنين أتراكاً" قدموا إلى الشطر الشمالي بعد الهجوم التركي.

قيود قانونية وسياسية

يوضح المحامي القبرصي اليوناني، أخيلياس ديميترياديس، أن الدستور ينص على منح الجنسية القبرصية تلقائيًا للأطفال إذا كان أحد الوالدين قبرصيًا، بغض النظر عن مكان الولادة، ولكن هذا لا ينطبق على من ولدوا في الشمال. 

من جانبه، أكد المسؤول في وزارة الداخلية، لويزوس هادجيفاسيليو، أن حقوق المواطنة لا تشمل من دخلوا إلى الشمال "بشكل غير قانوني" منذ 1974.

أرقام الوزارة تشير إلى أن نحو 4895 قبرصيًا تركيًا حصلوا على الجنسية منذ عام 2003، لكن آلاف الطلبات الأخرى تبقى معلقة لعدم استيفاء المعايير.

معاناة من انعدام الجنسية

تشير سودا، التي لا تحمل سوى هوية شمال قبرص، إلى أنها تشعر "بالحصار" في الشمال، وتضاعفت معاناتها بعد عودتها إلى الشمال بداية عام 2024، عقب انتقادات وجهتها إلى تركيا خلال مقابلة صحفية، مما أدى إلى تعرضها لتهديدات. 

في 2022، أسست سودا جمعية لحل مشاكل الأطفال من زواج مختلط، وتدرس الآن القانون في جامعة خاصة بجنوب نيقوسيا، في محاولة للحصول على شهادة معترف بها دوليًا.

تباين المصير بين الإخوة

تعاني ثريا تشلمن، وهي قبرصية تركية متزوجة من تركي، من تمييز بحق أطفالها؛ فابنها الأكبر حصل على الجنسية القبرصية بسهولة، بينما لا يستطيع الأصغر الحصول عليها بسبب ولادة والده في الشمال، حيث يعتبر دخوله إلى قبرص "غير قانوني". 

وتنتظر الأم، مثل آخرين، قرار مجلس الوزراء بشأن وضع ابنها.

وتؤكد الناشطة هوري يونتوجو، أن الأطفال من زواج مختلط يواجهون مصاعب يومية، كعدم القدرة على السفر خارج قبرص باستثناء تركيا.

وتوضح يونتوجو، أن الخيار الوحيد للبعض للحصول على هوية للسفر هو الحصول على جواز سفر تركي، ما يزيد من عزلتهم عن العالم الخارجي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية